عودة 12% من التجارة العالمية للمرور بقناة السويس بعد اتفاق السلام التاريخي

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الاقتصاد المصري يشهد مرحلة جديدة من التعافي والنمو، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة ونجاح اتفاق السلام التاريخي الذي قادته مصر بالشراكة مع الولايات المتحدة وقطر وتركيا، والذي أسهم في عودة نحو 12% من حركة التجارة العالمية للمرور مجددًا عبر قناة السويس، بعد فترة من الانكماش بسبب التوترات الإقليمية.
وأوضحت المشاط، خلال لقائها الإعلامي ريتشارد كويست على شبكة “سي إن إن” الدولية في أثناء زيارتها الأخيرة إلى لندن، أن هذا الاتفاق سيكون له أثر كبير على الاقتصادين الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى أن مصر تمكنت من تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات بفضل الإصلاحات والسياسات الاقتصادية المرنة التي تبنتها الدولة خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت وزيرة التخطيط أن الحكومة المصرية مستمرة في تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي لتحسين مناخ الاستثمار ودعم مرونة الاقتصاد، مؤكدة أن ما تحقق من تطوير شامل في البنية التحتية خلال الأعوام الماضية جعل مصر أكثر استعدادًا لجذب الاستثمارات الأجنبية في مجالات الطاقة المتجددة، والصناعات الدوائية، والغزل والنسيج، وغيرها من القطاعات الواعدة.
كما لفتت إلى أن مصر ترتبط باتفاقيات تجارية مع أكثر من 70 دولة حول العالم، فضلًا عن اتفاقية التجارة الحرة مع القارة الإفريقية، وهو ما يعزز من فرص زيادة الصادرات والتبادل التجاري.
وفي حديثها عن المتحف المصري الكبير، أوضحت المشاط أن المشروع ليس مجرد صرح أثري، بل يمثل إضافة نوعية للسياحة الثقافية والتنموية في مصر، حيث يُعد أكبر متحف لحضارة واحدة في العالم ويضم المقتنيات الكاملة للملك توت عنخ آمون.
وأشارت إلى أن الدولة تستهدف من خلاله جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2030، في ظل بنية تحتية متطورة تربط بين المناطق الشاطئية والأثرية ومطارات حديثة مثل مطار سفنكس الدولي.
وأكدت الوزيرة أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيسهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، نظرًا لكون قطاع السياحة من أكثر القطاعات التي تمتلك مضاعف تشغيل مرتفع، إذ تُقابل كل فرصة عمل مباشرة في هذا القطاع من 2 إلى 3 فرص عمل غير مباشرة.
وأضافت أن القطاع الخاص بدأ بالفعل في التوسع بإنشاء المزيد من الغرف الفندقية في المنطقة المحيطة بالمتحف، بما يعزز من قدرته على استيعاب التدفق السياحي المتوقع.
واختتمت الدكتورة رانيا المشاط حديثها بالتأكيد على أن الاقتصاد المصري تجاوز العديد من الأزمات العالمية بفضل مرونته وقوة بنيته الأساسية، وأن الدولة عازمة على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية لزيادة التنافسية وتحقيق النمو المستدام في ظل الرؤية الطموحة لمصر 2030.


